أنا لي فمي ولك العبارة . . . . . . . . . . . . . محيي الدين الجابري

أنا لي فمي ولك العباره قفها على شفتي شاره
قفها على عسل الهوى وأنا أشير إلى المراره 
قفها على كتم المحـب لحبه وأقول ناره
قفها على خد الحبيبة ماس تيها أو نضاره 
وأنا أحدث عن توهج جمرة حكت احمراره
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
يا ضوع نرجسة الكلام انشقّ عن رؤيا نواره
يا حلم عاشقة بوعد ما توهمت انتظاره
يا درة في عقدها آوت إلى نصفي محاره 
تصغي لقلب راح يسمعها على وله حواره
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
يا شعر يا طفل المجاز ويا رضيع الاستعاره
يا ثوب وهم ألبستنيــه السنين على غراره 
يا بيت أشباح كبر ت به بلا جار وجاره
هات اعتصر كأس الخيال وعبّ منه إلى القراره
واثملْ تطف بك مرقلات البدو في طرق الحضاره
من كل طالعة من التاريخ لم تنفض غباره
من ألف عام والخداع لكأسها الدامي عصاره
عربية حمراء أنكر ليل وحشتها نهاره
أم الحوادث والمعارك والملاحم والإثاره
جمعت إليك المجد من أطرافه غزوا وغاره
وبنت جماجم أهلها عرشا وأعلتها عماره
صفق لها وانثر عليــها ما تشاء من النثاره
تجد الدماء كناية عن وردة أو جلناره
والخيل غزلانا نفرن وصبية في حضن حاره
وترى السيوف فما تبســم تارة وأضاء تاره
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يا شعر يا شفة الغبار المر يا نبض الحجاره
يا مهرة أركضتها ألفا فأعيتني مهاره
كن مره أولى صدى للحب يصدح في مغاره
من دون تلميح لأمــجاد الفتوح ولا إشاره
لا ترتكب غير السلام له حديثا أو بشاره
قل كيف كان الجوع ممــلكة له واليتم داره
أو كيف شد على السماح رداءه وطوى إزاره
يده سماء مودة وجبينه للحب داره
فإذا حننت إلى حديـث السيف أو لغة الجساره
قل لو تشاء بوجنـتيــه دم القلوب المستثاره
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

يا شعر حسبك أن تراقص كل يوم في إماره
أو أن تغني قزم ممــلكة وتنشده انتصاره
يا قادرا أنساه ترقيص الملوك له اقتداره
كن وحدك الجبار تكســر كل ما تنوي جباره
وأشر إلى عفن الرؤوس مفليا دود الحقاره
قل لا يكن دم أهلنا الشهداء سوقا او تجاره
وحذار من دمع اليتيــم يباع ربحا أو خساره
هذي مقابرنا التي أعلت لكم عرش الوزاره
هي برلمان الشعب يعلن بالدم الزاكي قراره 
لا عودة لا صلح لا تغيير أسماء معاره
يا شعر قل لا خير في موقودة تخشى شراره
لاشيء أروع من ضميــر الحر يرفعه مناره