. . أدب . جدل ثقافي . فكر. . . . . . . . . . . literature.Cultural debate.Thought


. . أثلامك إلى أثلامي   .  .  .   نعيد تشكيل الصورة  .  .  .  .  .  .  أو ربما نشكل أخرى

لوحة العدد

لوحة العدد
لطريق إلى كربلاء للفنان ياسر آل رضوان فن رقمي / اللوحة الفائزة بمسابقة موقع ديفن العالمي للفنون الرقمية

كلمة أولى

برغبة ما
في عتمة ما
وعلى حواف ما
جررت عربتي الى هذه الأثلام
لأسد ّفراغا اربك احصنتي

ما كان

13‏/02‏/2009

خطاب إلى يزيد . . . . . بدر شاكر السياب





ارم الـسماء بـنظرة اسـتهزاء واجـعل شرابك من دم الاشلاء   
واسحق بظلك كل عرض ناصع وأبـح لـنعلك أعـظم الضعفاء                    
وامـلأ سراجك ان تقضى زيته مـما تـدر نـواضب الاثـداء
واخـلع عـليك كما تشاء ذبالة هـدب الرضيع وحلمة العذراء
واسـدر بـغيك يا يزيد فقد ثوى عـنك الـحسين ممزق الاحشاء
والـليل أظلم والقطيع كما ترى يـرنـو الـيك بـأعين بـلهاء
أحـنى لسوطك شاحبات ظهوره شـأن الذليل ودب في استرخاء
مـثلت غـدرك فـاقشعر لهوله قـلبي وثـار وزلزلت أعضائي
واستقطرت عيني الدموع ورنقت فـيـها بـقايا دمـعة خـرساء
يـطفو ويرسب في خيالي دونها ظـل أدق مـن الـجناح النائي
حـيران فـي قعر الجحيم معلق مـا بـين ألسنة اللظى الحمراء
أبـصرت ظـلك يا يزيد يرجه مـوج اللهيب وعاصف الانواء
رأس تـكلل بالخنا واعتاض عن ذاك الـنـضار بـحية رقـطاء
ويـدان مـوثقتان بالسوط الذي قـد كـان يعبث أمس بالاحياء
قـم فاسمع اسمك وهو يغدو سبة وانظر لمجدك وهو محض هباء


وانـظر الـى الاجـيال يأخذ مقبل عـن ذاهـب ذكـرى أبي الشهداء
كـالـمشعل الـوهـاج الا أنـها نـور الالـه يـجل عـن اطـفاء
عـصفت بـي الذكرى فألقت ظلها فـي نـاظري كـواكب الصحراء
مـبهورة الاضـواء يغشي ومضها أشـباح ركـب لـج فـي الاسراء
أضـفى عليه الليل سترا حيك من عـرف الجنان ومن ظلال (حراء)
أسـرى ونـام فـليس الا هـمسة بـاسم الـحسين وجـهشة استبكاء
تـلك ابـنة الزهراء ولهى راعها حـلـم ألـم بـها مـع الـظلماء
تـنبي أخـاها وهي تخفي وجهها ذعـرا وتـلوي الـجيد من اعياء
عـن ذلـك الـسهل الملبد يرتمي فـي الافـق مـثل الغيمة السوداء
يـكتض بالاشباح ظمأى حشرجت ثـم اشـرأبت فـي انـتظار الماء
مـفـغورة الافــواه الا جـثـة مـن غـير رأس لـطخت بـدماء
زحـفت الـى مـاء تراءى ثم لم تـبلغه وانـكفأت عـلى الحصباء
غـير الـحسين تصده عما انتوى رؤيـا فـكفي يـا ابـنة الزهراء
مـن للضعاف اذا استغاثوا والتظت عـينا يـزيد سـوى فتى الهيجاء
بـأبي عـطاشى لاغـبين ورضعا صـفر الـشفاه خـمائص الاحشاء
أيـد تـمد الـى الـسماء وأعـين تـرنو الـى الـماء القريب النائي
عـز الحسين وجل عن أن يشتري ري الـغـليل بـخـطة نـكـراء
آلـى يـموت ولا يـوالي مـارقا جـم الـخطايا طـائش الاهـواء
فـلـيصرعوه كـما أرادوا انـما مـا ذنـب أطـفال وذنـب نساء
عـاجت بـي الذكرى عليها ساعة مـر الـزمان بـها على استحياء
خـفقت لـتكشف عن رضيع ناحل ذبـلـت مـراشفه ذبـول حـباء
ظـمآن بـين يـدي أبـيه كـأنه فـرخ الـقطاة يـدف فـي النكباء
لاح الـفرات لـه فـأجهش باسطا يـمـناه نـحـو الـلجة الـزرقاء
واستشفع الاب حابسيه على الصدى بـالطفل يـومي بـاليد الـبيضاء
رجـي الـرواء فكان سهما حز في نـحر الـرضيع وضحكة استهزاء
فـاهتز واخـتلج اخـتلاجة طائر ظـمآن رف ومـات قـرب الماء

* * *

ذكـرى ألـمت فـاقشعر لهولها قـلبي وثـار وزلزلت أعضائي
واستقطرت عيني الدموع ورنقت فـيـها بـقايا دمـعة خـرساء
يـطفو ويرسب في خيالي دونها ظـل أدق مـن الـجناح النائي
حـيران فـي قعر الجحيم معلق ما بين السنة اللظى الحمراء

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شكرا

رسائل أقدم

إضغط  الرابط  في الجهة المقابلة لتواصل  القراءة  في  نصوص  اخرى

لك

ما تتركه لي جميل .   .   .  وما نتركه معا أجمل